وَلِلْحُرِّيَةِ الْحَمْرَاءِ بَابٌ بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ تَدُقُّ
الْشَاعِر: أَحْمَدُ شَوْقِي،
يُعْتَبَرُ هَذَا الْبَيْتُ مِنْ أَمْتَعِ مَا كَتَبَ الشَّاعِرُ الْمِصْرِيُّ أَحْمَدُ شَوْقِي لِفِكْرَتِهِ الْإِنْسَانِيَّةِ وَمَعَانِيهِ الْعَمِيقَةِ الْمُلْهِمَةِ. يَتَحَدَّثُ هَذَا الْبَيْتُ عَنْ قِيمَةِ الْحُرِّيَةِ وَثَمَنِهَا الْغَالِي الَّذِي يَفْرِضُ تَضْحِيَاتٍ وَتَفَانِيًا فِي سَبِيلِ تَحْقِيقِهَا.
الْحُرِّيَةُ مِنْ أُمَّهَاتِ قِيَمِ الْإِنْسَانِيَّةِ وَمَوَازِينِهَا الْأَخْلَاقِيَّةِ. لَا تَقْتَصِرُ فَقَطْ عَلَى التَّحَرُّرِ مِنَ الْقُيُودِ الْمَادِّيَّةِ أَوِ السِّيَاسِيَّةِ بَلْ تَمْتَدُّ لِتَشْمَلَ حُقُوقَ الْفَرْدِ فِي التَّعْبِيرِ وَالِاخْتِيَارِ وَالْعَيْشِ بِكَرَامَةٍ.
يُوَضِّحُ أَحْمَدُ شَوْقِي فِي هَذَا الْبَيْتِ أَنَّ الْحُرِّيَةَ لَيْسَتْ هِبَةً يُمْنَحُهَا الْآخَرُونَ وَلَكِنَّهَا تَتَطَلَّبُ مُغَامَرَةً وَتَضْحِيَةً مِنْ مُطَالِبِيهَا. الْأَيَادِي الْمُضَرَّجَةُ فِي هَذَا الْمَقَامِ تَعْكِسُ ثَمَنَ الْكِفَاحِ وَالْجُهُودِ لِلْوُصُولِ إِلَى الْحُرِّيَةِ فِي مَعْنَاهَا الْحَقِيقِيِّ.
الْحُرِّيَةُ هِيَ مِفْتَاحُ النَّهْضَةِ وَالِازْهَارِ لِلْأَفْرَادِ وَالْمُجْتَمَعَاتِ. بِدُونِ حُرِّيَةٍ تَضِيعُ الْمَوَاهِبُ وَيَتَجَمَّدُ الْإِبْدَاعُ. وَلَكِنْ عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ أَنْ يَفْهَمَ أَنَّ الْحُرِّيَةَ تَسْتَلْزِمُ الْمَسْؤُولِيَّةَ وَالِالْتِزَامَ بِقِيَمٍ وَمَبَادِئَ تَضْمَنُ حُقُوقَ الْآخَرِينَ وَعَدَمَ الِاعْتِدَاءِ عَلَيْهَا.
فِي الْخِتَامِ يَسْتَحِقُّ هَذَا الْبَيْتُ مِنَ الشِّعْرِ أَنْ يَكُونَ مُلْهَمًا لَنَا لِفَهْمِ مَغْزَى الْحُرِّيَةِ وَالدِّفَاعِ عَنْهَا بِكُلِّ سُبُلِ التَّضْحِيَةِ وَالْكِفَاحِ.
Comments